جلست بين اوراقي
اقلب و ابعثر افكاري
اداعب عقلي الساهر
لعلي اكتشف اسراره
اخذت احدى اوراقي
بيضاء هي .. ناصعة الصفاء
فرسمت باللون الاحمر الزاهي
وردة رقيقة .. وحيدة وسط بستان
يدغدغها النسيم .. و يلعب باوراقها كالاطفال
يصافحها الندى .. و تخاطبها الفراشات
تفوح منها عطور و مسك و ريحان
بريئة .. فلا يوجد لغير الحب في قلبها مكان
و رسمت انسانا قرب البستان
ليرعاها و يحميها و بماء الحب يرويها
ليشم عطرها الحالم و يتامل حسنها الدافيء
فاذا به يمزقها .. و يجرح بيديه اوراقها
يشد جذورها الصغيرة من التربة فينزعها
و تبكي الوردة الرقيقة و لا احد يسمعها
اعذريني ايتها الوردة ....
فلقد نسيت ان الغدر بالانسان
و ان الحب غادر الدنيا من زمان
و مزقت هذه الورقة ...
اخذت احدى اوراقي ....
بيضاء هي .. ناصعة الصفاء
فكتبت بيت شعر من بنات افكاري
سطرته باللون الاسود الداكن
نقشت حروفه بخشب المرمر الساكن
ظبطت بحور الوزن و القافية
نشرت اللحن في كلمه
و صرفت الاسم و الفعل
و فجأة .. توقف بي القلم ... !!!
مالك ابيت عن الكتابة يا قلمي ؟؟
ااستعصى عليك الاحساس ام الفهم ؟؟
حينها ادركت ان النفاق ساد الاقلام
و ان الشعر غادر الدنيا من زمان
و مزقت هذه الورقة ...
اخذت احدى اوراقي ...
بيضاء هي .. ناصعة الصفاء
و مسكت علبة الواني
مزجت الازرق بالاحمر
و طليت الاصفر و الاخضر
بلون الارض فرشت الارجاء
و نثرت الفضة بالاجواء
تتداخل و تتشابك بلوحتي الالوان
دافئة بين طيتها .. ثائرة في ربوعها
و كانها تبتسم لك من حسنها
لكن .. دوام الحال من المحال
تبدلت الواني وتحورت اشكالي
فاصبحت باهته.. عابسة باكية
يغلفها السواد .. و يشوبها الدخان
فتذكرت ان القبح اصبح بكل مكان
و ان الالوان غادرت الدنيا من زمان
و مزقت هذه الورقة ....
اخذت احدى اوراقي ...
هذه المرة لم تكن بيضاء
و لم اجدها ناصعة الصفاء
بل كانت سوداء ..
كالليلة مظلمة حالكة السواد
و امسكت ممحاتي
اخذت امحو هذا اللون اللعين
حاولت ان اطمس معالمه .. و ان اخفي مظاهره
أأأأ ه ما اصعب ان تمحو هذه الشوائب الراسخة
لم استطع الا ان احفر بعض الحروف البيضاء
لعلها تنير باقي الصفحة السوداء
كتبت :
ستبقى بذور الوردة الحمراء
لتنبت مكانها مئات الورود العطرة ...
سيبقى خشب المرمر الساكن
لتصنع منه الاف الاقلام الصامدة ...
ستبقى بسمة الطفل و زقزقة العصافير
لتلون بالحياة قلوبنـــــــــا ....